من أبرز متطلبات الجميع السعي نحو التقدّم والنجاح، فذلك يؤثّر على الصعيدين النفسي والمعنوي، ناهيكم عن كونه منهلاً من الثقةِ التي تشبع غرور أي شخص، كما أننا نعيش في زمنٍ يحتم بل يفرض علينا التميز والإبداع لأن ذلك ينعكسُ على المستقبل،ومن الطبيعي أن يكون الإجتهادُ إما فطرياً ينبع من داخل الشخص، أو مكتسباً يعزّزهُ الأهل والمدرسة، ومن أراد العلا كما نعلم سهر الليالي، ولكي ترتقي بذاتك الى مرحلة الاجتهاد لا بُدّ لك من التعب قليلا في البداية، حتى تصل إلى ما تصبو إليه، بالإضافة إلى السعادةِ وحالةِ الراحةِ التي ستحيط بك نتيجة ذلك.
الاجتهاد في الصفإنّ التحضير اليومي للدروس هو من الثوابت التي يجب أن تضعينها في الحسبان؛ فالتحضير من أهم عوامل النجاح، ويتم ذلك عن طريق المطالعةِ السريعةِ للدرس قُبيلَ شرح المعلم لهُ، و كتابةِ بعض العناوين أو النقاط المهمة على دفترٍ يتم تخصيصهُ لهذا الغرض، أو يمكنك الاكتفاءُ بوضع خطوطٍ بقلمِ الرصاصِ على الجُملِ التي يتحدث عنها الدرس بشكل أساسي، أي المعلومات المهمةِ، وهذه العمليّة لا تأخذ الوقت الكثير، لأنها مجردُ قراءةٍ تهدف لمعرفةِ المحتوى الذي يتحدث عنه الدرس، وفي هذه الحالةِ ستمتلكين خلفيةً عن الدرس أثناء شرح المعلمة لهُ، ليس هذا فقط بل ستشاركين ببعض المعلومات التي قرأتها سابقاً ،وسَتُكّونُ المعلمة عنك فكرةً وانطباعاً جيداً بأنك طالبة مُجِدة، وسيترّسخ الدرس في ذاكرتك، لأنّك قد تعرضتَ لهُ مرتين، كان هذا بالنسبةِ لِمَوادِ المطالعةِ الحفظ.
أمّا بالنسبةِ للمواد العلميةِ والمواد التي تحتاج إلى الفهم فالأمر أبسط مما تتصوّرين، فكل ما عليك فعلهُ القراءةَ بتأنٍ وبتركيز، ولا ضير إذا قرأت الدرس مرتين على التوالي، فهذا يساهم في تسريع عمليّة الفهم والاستيعاب، ويُفضّل أن تقومي بكتابة القوانين أو المعادلات على دفتر التحضير، وأن تُكرّري كتابتها لتستوعبها، ومن ثم يقوم دماغك بعد عملية الفهم بحفظ تلك المعلومات ليتمّ تذكرها لاحقاً في اليوم التالي، وعندما تقوم المعلمة بشرحها ستكون على درايةٍ تامةٍ بكل ما يتحدث عنهُ الدرس، وهكذا ستكونين قد فهمت الدّرس جيداً،ل أنهُ قد تكرر على مسامعك مرتين.
وعند العودةِ الى البيت، وبعد الاستراحةَ قليلاً وتناول الطعام، يفضّلُ أن تقومي بمراجعةِ دروسكَ التي تعلمتها في المدرسةِ، ومن الطبيعي جداً أنها لن تأخذُ منك تلكَ المراجعة بضعَ سويعات، ستسأليني لماذا؟ لأنك قد قمت للمرّة الثالثةِ بقراءتها، وهكذا ستصبحين مجتهدةً لا محالة في حال طبّقتِ جميعَ ما سبق بكلّ حذافيرهِ.
ومن يتعب لا بدُّ لهُ بأن يحصُدَ ثمارَ تعبهِ، وما أروعَ التفوق والنّجاح و ما ألذ طعمهُ.
المقالات المتعلقة بكيف تكونين مجتهدة في الصف